باتت لعبة التنس على موعد مع طفرة تكنولوجية جديدة تعرف بـ"big data" أو التحليل الذكي للمعلومات، حيث بات في متناول لاعبات التنس والمدربين معلومات مفصلة بشأن إحصائيات اللاعبات ومنافساتهن في كل المباريات والبطولات والأرضيات.

وترى نيكول برات، مدربة لاعبة التنس الأسترالية داريا جافريلوفا، المصنفة 34 بين لاعبات التنس لمحترفات، أن الاطلاع على معلومات في الزمن الحقيقي بشأن أداء لاعبتها خلال المباريات والقدرة على إجراء تغييرات على استراتيجيتها يمثل "تحولا" في هذه الرياضة، على الرغم من أنه سيكون مقصورا في الوقت الراهن على "الأيدي الناعمة".

ومن خلال هذه المعلومات، يمكن للاعبات الاطلاع على احصائيات دقيقة بشأن اتجاه الارسال وتمركزها في الملعب، ونقطة التقاء الكرة بالمضرب.

وباتت هذه التكنولوجيا متاحة أمام لاعبات التنس المحترفات من خلال منصة (س ا ب هانا)، والتي يعتمد عليها فريق مكلارين في منافسات الفورمولا1.

ولكن المشروع أكبر بكثير، وتسعى شركة (اي ايه بي)، التي تعمل مع رابطة لاعبات التنس المحترفات، بنهاية الموسم على وضع مجسات في مضارب وملابس اللاعبات، وكذلك الأجهزة التي يرتدينها في المعصم للاطلاع كذلك على بيانات بشأن الحالة البدنية للاعبة.

وفي الوقت الحالي، يعتمد النظام على كاميرات الفيديو التي تستخدم لتوفير تكنولوجيا (عين الصقر)، وهي واحدة من المستجدات التي طرأت على لعبة الأمراء، ولكن المعلومات التي يمكن توفيرها من خلال المجسات الجديدة قد تكون أكثر بكثير.

وقالت رئيسة رابطة لاعبات التنس المحترفات مايكي لاولر لوسائل الإعلام في ميامي إن التكنولوجيا الجديدة يمكن أن تساعد الأطباء على "حماية اللاعبين"، حيث إنها ستوفر معلومات دقيقة حول حالتهم البدنية.

وأوضحت لـ جيني لويس، واحدة من القائمين على المشروع بالشركة إن تحليل البيانات الذي سيكون متاحا في المنافسات والتدريبات سيسمح بـ"تحسين صحة اللاعبين وتجنب الاصابات وتمديد عمر الرياضيين" في الملاعب.

وأشارت إلى أن هدف الشركة هو رفع مستوى المعلومات المتوافرة بحيث لا يكون مصدرها كاميرات الفيديو فحسب، بل ونظم التموقع (جي بي اس) وأجهزة الاستشعار في المضارب وملابس اللاعبين، على الرغم من أن الرياضيين يبدون تحفظا لأنهم يشعرون بتلك المجسات.

وأوضحت لويس أن العمل لا يزال جاريا على وضع مجسات في الكرة، كما يحدث في كرة القدم، ولكنها بحثت مع شركات الملابس الرياضية سبل تسهيل استخدام اللاعبين أجهزة الاستشعار تلك دون أن يتضايق اللاعبون خلال المنافسة.

وأضافت أن 30 مدربة تستخدم تلك التكنولوجيا في الوقت الراهن، وخلال بطولة ميامي الجارية سينضم إليهم ستة آخرين للحصول على معلومات بشأن أداء لاعباتهن في الزمن الحقيقي خلال المباراة.

وكل 15 ثانية، تتلقى الأجهزة المتصلة بتلك الشبكة، بما في ذلك الهواتف الذكية والحواسب اللوحية، معلومات محدثة وبتأخير نحو 20 ثانية فقط كي يمهل الوقت أمام الجهاز الفني لتجاوز أي تحد تواجهه اللاعبة.

كما تجمع التكنولوجيا البيانات التاريخية، ويمكن اختيار معلومات بشأن مباراة بعينها أو بطولة أو موسم كامل أو على أرضية معينة، وهي التكنولوجيا التي ترى رئيسة رابطة لاعبات التنس المحترفات أنها ستمثل "فارقا كبيرا" للمحترفين.

وتبرز من بين المستجدات التي طرأت على المنصة هو رصد مسار الكرة، ما يسمح للمدربين واللاعبات تعديل تمركزهن في الملعب والتحول بين الضربات المختلفة.

وتقول لويس لـ "من الرائع رؤية كيف يمكن للتكنولوجيا أن تساعد. الان يمكننا المساهمة ليس فقط في أن تضرب اللاعبات الكرة بشكل أفضل، وانما كذلك يمكننا مساعدتهن على الاستعداد بصورة أفضل".

وأشارت إلى أن الخطوة التالية تتمثل في امداد عشاق اللعبة ببيانات أكثر لم تكن متاحة أمامهم حتى الان، ودراسة استخدامها لاطلاق مشروعات جديدة متعلقة بـ"الواقع الافتراضي".

ويبدو هذا الأمر "رائعا" بالنسبة لرئيسة رابطة لاعبات التنس المحترفات التي أبرزت أهمية "اضافة قيمة" وضمان تجربة أقرب بالنسبة للمشجعين.

واختتمت حديثها قائلة "لابد من أن نرى إلى أين تقودنا (التكنولوجيا) اعتبارًا من الآن لأنها فرصة كبيرة بالنسبة لنا. نحن نبدأ رحلة لا تصدق خلال السنوات المقبلة"
 
Top