مساعد العبدلي - * كورة *
سارع السويسري جياني انفانتينو الذي فاز مؤخراً برئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم إلى تأييد التوجه القوي جداً لزيادة عدد المنتخبات المتأهلة إلى نهائيات كأس العالم إلى 40 منتخباً بدلاً من 32 كما هي الحال الآن.

الزيادة (إذا تم اعتمادها) ستكون اعتباراً من مونديال 2026 لأنه ليس بالإمكان تعديل اللوائح قبل مونديالي 2018 و2022.

يقول انفانتينو مبرراً تأييده زيادة عدد المنتخبات (هناك دول عديدة تحلم بالمشاركة في النهائيات والزيادة لا تشكل أكثر من 19% من عدد اتحاد الكرة في العالم البالغ عدده (209 اتحادات).

نتفق مع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم في أن هناك دولاً كثيرة تحلم بالمشاركة لكن هل ستكون زيادة المنتخبات من أجل منتخبات ضعيفة لا تجد (حالياً) فرصة المنافسة أم سيكون لمنتخبات (قوية) محرومة حالياً من التأهل بسبب تحديد الكراسي لكل قارة؟

فئة ترى أن من الضروري توسعة دائرة المشاركة من خلال رفع حصص كل قارة بينما فئة أخرى ترى أن تتم زيادة المنتخبات وفقاً لقوة كرة القدم في قارات العالم بحيث تتأهل منتخبات قوية تجعلنا نستمتع في النهائيات بمستويات كروية راقية.

الفئتان معهما حق في رؤيتهما، مثلاً في آسيا التي يشكل عدد سكانها ربما أكثر من نصف سكان العالم هناك 4 بطاقات ونصف تؤهل لنهائيات كأس العالم وهو رقم (يراه البعض) قليلاً على صعيد النسبة والتناسب بين عدد السكان والبطقات الممنوحة.

بينما الفئة الأخرى ترى أنه من غير المنطق أن لا يتأهل عن أمريكا الجنوبية سوى 5 منتخبات من أصل 10 منتخبات هي كل منتخبات القارة وترى هذه الفئة أن المنتخبات العشرة فيما لو تأهلت كلها سيكون أضعفها (فنياً) أفضل من كل منتخبات آسيا وبالتالي ليس من مصلحة كرة القدم أن تفتقد النهائيات منتخبات أمريكا الجنوبية التي تقدم كرة قدم جميلة للغاية.

حتى في افريقيا التي تعتبر المصدر الثاني للمحترفين في كل دول العالم (بعد أمريكا الجنوبية) تنال حالياً 5 بطاقات (فقط) وهو عدد قليل جداً لا يليق بهذه القارة الممتعة جداً على صعيد كرة القدم.

من وجهة نظر شخصية أرى أنه من الضروري أن يقسم الاتحاد الدولي لكرة القدم العالم في التنافس الكروي إلى 4 أجزاء.

تبقى القارة الأوربية كماهي وكذلك افريقيا بينما يتم ضم اوقيانوسيا (نيوزيلندا وجزر فيجي وغيرها) إلى منافسات الاتحاد الآسيوي مثلما انضمت استراليا وأخيراً تنضم امريكا الشمالية (امريكا والمكسيك وكندا وغيرها) إلى أمريكا الجنوبية.

بعد التقسيم تنال اوربا 12 مقعداً بينما تنال افريقيا 10 مقاعد ونفس العدد من المقاعد للأمريكتين (الجنوبية والشمالية) وتبقى 8 مقاعد تذهب لآسيا واقيانوسيا.

في تصوري لو حدث ذلك فإن زيادة عدد منتخبات مونديال 2026 ستتم دون تأثير على مستوى المنافسة أو بمعنى أدق لن نجد منتخبات ضعيفة تتأهل للمونديال.

في أوربا لن تكون الأمور صعبة في الحصول على 10 منتخبات قوية جداً وفي امريكا الجنوبية ومعها امريكا الشمالية سيكون الصراع قوياً للغاية لتأهل أفضل 10 منتخبات والحال ذاته في افريقيا إذ سنسعد بتأهل 10 منتخبات بدلاً من 5 ما يعني المزيد من المتعة الأفريقية وكذلك عرض وجوه احترافية جديدة تقدم نفسها لسوق المحترفين في العالم.

في آسيا واقيانوسيا ربما أنها المنتخبات الأضعف على مستوى العالم لكن لابد من تمثيل لهاتين القارتين في المونديال وأعتقد أن 8 مقاعد يعد أمراً أكثر من جيد عطفاً على مستوى كرة القدم في القارتين.

 
Top