محمد حلوان الشراري
لم تعد الرياضة كما كانت من قبل ، حيث توسع التواصل الاجتماعي ، وكشف كثير مما كان يخفى على المشجع الرياضي البسيط ، حيث كان في السابق لمقص الرقيب في الصحف اليومية والمجلات الرياضية الفضل الكبير في نبذ ظاهرة التعصب الرياضي ، فقد كنا نقرأ لجميع الإعلاميين الرياضيين وبالكاد أو من المستحيل أن نجزم بميولهم الرياضي ، على العكس من هذا الزمان الذي كثرت فيه وسائل التواصل ، وأصبح من السهل أن تعرف أن هذا ينتمي لحزب الفريق الفلاني وذاك ينتمي للحزب الفلاني ، بل أن كثير من الإعلاميين قد تسبب في زرع التعصب فيقلوب الأطفال المغلوب على أمرهم ، فأصبح الأخ لا يطيق أخاه ، والصديق لا يجلس مع صديقة والسبب الميول ، والإنجراف خلف تفاهات ذاك الإعلامي الذي يحسب على الرياضة السعودية ولا أخصص في هذا المقال أحد ولكني أستثنى بعض الكُتاب ممن لا زال يحمل قلب ورياضة الطيبين ، الذين يجتمعون في مكان واحد ويتابعوا المباراة وقد يكونوا مختلفي الميول ولكنهم اجتمعوا على شعار واحد فقط ألا وهو )ابتسم عند الفوز .. وتواضع عند الهزيمة( فالميول لديهم لا يتعدى الـ)90( دقيقة المحددة للمباراة وفي النهاية يبارك المهزوم للفائز الذي يتقبل ذلك بكل روح رياضية.ولا شك أن رياضتنا في الوقت الحالي تمر بمنعطف خطير ، فظاهرة التعصب أصبحت متفشية في كل مكان ، حتى أنها جرفت بعض الشعراء خلفها ، مما لم يجد له بد إلا أن يكتب في الأندية بتعصب لكي يكسب ود جمهور ذلك النادي ، ولا نجهل جهود البعض الآخر من الشعراء ممن يريد تقريب وجهات النظر ونبذ التعصب ممن يفهم جيدا أن الشعر رسالة يجب استخدامها فيما يجمع ولا يفرّق ، ويحبب ولا يبغض ، كما فعل بعض الشعراء في حملة )لا للتعصب(.كما أن الأمر نفسه ينطبق على بعض اللاعبين ممن يشعل نار التعصب بتغريداته أو تصريحاته أو سناباته ، وكذلك الأمر ينطبق على الصحف الرياضية التي أعتبر أن بعضها فعل والأخرى ردة فعل ، فمانشيتات تلك الصحف تجد التجاوب السريع من بعض تلك الصحف وهالما جرا ،من تجاهل بعض الصحف لبعض الأندية ، وتسليط الضوء على أندية أخرى ، حتى في المهمات الوطنية.حتى أصبح الوضع الرياضي لا يطاق ، ويحتاج لإعادة نظر ووقفة من الجهات العليا في إيقاف تلك التعصبات التي سرت سمومها حتى في الإدارات الحكومية ، والمدارس التعليمية ، وكلنا أمل في الإتحاد السعودي وفي وزارة الثقافة والإعلام بأن تضع كل ذلك محل اهتمامه لتحد من هذا التعصب الذي ينخر في الرياضة السعودية ونخشى أن يقتلها فلا تقوم لها قائمة أبدا.ولا يخفى على الجميع أن هناك شباب سعودي غيور قد أطلق هاشتاق تحت مسمى #ميولنا_مايفرقنا ويهدف هذا الهاشتاقللحد من التعصب الرياضي لذا أتمنى من الجميع المشاركة فيه ، فعلا وحرفاً ليصل إلى الهدف المنشود ، وكل الشكر للأستاذ : مرضي الرويلي لجهوده في هذا الهاشتاق وحرصه على مشاركتنا جميعاً فيه ممن يرىأنهم قدوة للرياضيين ويسير خلفهم الشباب الرياضي والأطفال العشاق للرياضة تحت شعار #ميولنا_مايفرقنا.


 
Top