نادرة هي الفرص التي يحصل عليها لاعب كرة قدم بمكانة ماركوس راشفورد، فليس واردا على الإطلاق أن يتمكن أي لاعب بالكاد حصل على فرصته بفريق الشباب في النادي، من اللعب سريعا على مستوى الفريق الأول والتألق بشكل لم يتوقعه أحد.

في مانشستر يونايتد، يتواجد مدرب معتاد على المغامرة، وتشكيلة متخمة بالإصابات، ونتائج لا تسر على الإطلاق، فما كان من لويس فان غال إلا أن يستعين بلاعبي الفريق الرديف الذين برز منهم على وجه الخصوص راشفورد، فسجل المهاجم البالغ من العمر 18 عاما 4 أهداف في أول مباراتين له مع الفريق، وبات اسما على لسان كل محب لمانشستر يونايتد.

قبل أسبوع، لم يسمع أحد باسم راشفورد واستغرب النقاد عندما رؤوا هذا الاسم على لائحة الفريق المشاركة أمام ميتيولاند الدنماركي (5-1) الخميس الماضي، لكن بالنسبة لمن يعرف اللاعب جيدا، فإن الأمر مغاير تماما، ولم يكن غريبا أن يتألق راشفورد، خصوصا وأنهم يدركون جيدا ما يستطيع تقديمه على أرض الملعب.

نشأ راشفورد في أحياء مانشستر، وانضم لأكاديمية النادي الأحمر في سن صغيرة، وكان مواظبا على اللعب مع أصدقائه في كل مكان تقريبا، ولم يقوضه الخوف من التعرض لإصابة خارج أسوار النادي.

في ذلك الوقت، اعتاد الأطفال العاشقون لكرة القدم ممارسة اللعبة ضمن مشروع يسمى "ستريت ريدز" ويهدف إلى توسيع نطاق ممارسة اللعبة في أحياء مانشستر، هذا المشروع لفت أنظار راشفورد الذي كان وقتها لاعبا في أكاديمية النادي، إلا أن ذلك لم يمنعه من الإنتظار مساء بعد خوضه التمارين حتى يكمل يومه في المشروع ويتحول إلى واحد من اللاعبين المحبوبين فيه.

وقال كبير مدربي المشروع دايف تشابمان في تصريحات لصحيفة "دايلي مايل": "كان بامكانك مشاهدة ما يملكه من إمكانيات، في تلك الفترة كان (راشفورد) لاعبا في أكاديمية مانشستر يونايتد لكننا لم نعلم بذلك، لم يخبرنا، اعتاد أن يحضر دائما للعب معنا".

وأضاف: "اعتاد لاعبون آخرون منضمون لأندية إلى القدوم للمشروع ومراقبة المباريات خوفا من التعرض للإصابات، لكن ماركوس اشترك معنا بشكل دائم، لم يجلس على المدرجات لأن مفهومه للعبة مختلف، وتحول في عيون زملائه إلى نجم صغير، الكل أراده في تشكيلة فريقه الخماسية ما تسبب في حدوث خلافات بين الأطفال، لكن راشفورد لم يتأثر بذلك".

ولد راشفورد يوم الحادي والثلاثين من تشرين الأول (أكتوبر) العام 1997، أي بعد أشهر قليلة من تولي مدربه الحالي لويس فان غال تدريب فريق برشلونة الإسباني، وبعد يوم واحد من اكتساح مانشستر يونايتد لشفيليد وينزداي بسداسية، كان الفريق حينها مليئا بالمهاجمين اللامعين والدليل تسجيل تيدي شيرينغهام وأندي كول وأولي غونار سولشاير ثنائية لكل منهما في تلك المباراة، على عكس الفريق الحالي، الذي ورغم وجود القائد المصاب حاليا واين روني، يعاني كثيرا على الصعيد الهجومي.

مع راشفورد، يأمل جمهور مانشستر يونايتد أن يتغير حظه أمام مرمى الخصوم حتى نهاية الموسم على أقل تقدير خصوصا في ظل استمرار إصابة روني وتأثر الفرنسي أنتوني مارسيال من إصابة أخرى، ويأمل اللاعب الجديد في السير على خطى مهاجم الفريق السابق ولاعب أرسنال حاليا داني ويلبيك الذي - مثل راشفورد - لعب في النادي المتواضع فليتشر موس رينجرز قبل أن ينضم لأكاديمية "الشياطين الحمر".

وبدأ مسؤولو مانشستر يونايتد يدركون قيمة راشفورد العام الماضي عندما أحرز اللاعب 13 هدفا في 25 مباراة بدأها أساسيا مع فريق تحت 18 عاما، ثم منحه لاعب الفريق السابق والمدير الحالي لأكاديمية النادي نيكي بات شارة قائد فريق تحت 19 سنة في المباراة الأول بدوري أبطال أوروبا للشباب بداية الموسم الحالي أمام بي أس في أيندهوفن الهولندي، المباراة انتهت بفوز مانشستر يونايتد بثلاثية نظيفة أحرز منها راشفورد هدفين.

أمام ميتيولاند، فاجأ راشفورد الجميع بإحرازه هدفين، أتبعهما بهدفين آخرين في مرمى أرسنال يوم الأحد، ليكسر الأرقام القياسية تباعا ويتحول إلى محبوب الجماهير بين ليلة وضحاها.. فهل يواصل السير على درب التألق ويكون الدواء الشافي لعلل مانشستر يونايتد حتى نهاية الموسم؟